عادت علامات الاستفهام حول مستقبل قاعدة “روتا” البحرية في مدينة قادس الإسبانية، إلى الواجهة مجددا، بعد زيارتها من طرف مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية، قادما إليها من المغرب، دون أن يلتقي بالمسؤولين العسكريين الإسبان، حيث اقتصرت لقاءاته على المسؤولين الأمريكيين وعلى زيارة حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”.
وعكس ما حدث في المغرب، فإن زيارة الجنرال ميلي إلى إسبانيا، التي جرت بتاريخ 6 مارس 2023، اقتصرت على القاعدة البحرية روتا، حيث استقر حاملة الطائرات المتمركزة هناك والتي تشكل جزءا من النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في جنوب أوروبا، والتقى بطاقة المدمرة ووقف على جاهزية وحداتها، كما التقى بكبار المسؤولين الأمريكيين هناك.
وشملت زيارة الجنرال ميلي لقاء مع قادة قوات المارينز في قاعدة روتا وقائد سلاح المشاة ومسؤولين كبار في القوات الجوية والحرس الوطني، دون أن يلتقي أي مسؤول إسباني، ودون أن تشمل جولته أي منطقة أخرى في غسبانيا، الأمر الذي أعاد طرح علامات استفهام حول طبيعة علاقات التعاون العسكري بين مدريد وواشنطن التي تعيش برودا في عهد الرئيس جو بايدن.
ووفق تقارير إسبانية، فإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية كان من المنتظر أن يلتقي نظيره الإسباني الجديد الجنرال ثيودور إستيبان لويس كالديرون، رئيس هئية أركان الدفاع الجديد، لكن ذلك لم يحصل، كما أن وزارة الدفاع الأمريكية والقاعدة البحرية في إسبانيا والسفارة الأمريكية في مدريد، لم تنشر أن صورة تظهر حدوث لقاء بين الجنرالين المذكورين.
وقالت صحيفة “إلكونفيدينثيال ديخيتال” إنه تم إبلاغ هيئة أركان الدفاع المشتركة الإسبانية بهذه الزيارة، لكن لم يكن هناك أي اتصال مع الطرفين بخصوص لقاء محتمل بين المسؤولين العسكريين للبرلدين، علما أن آخر لقاء بينهما كان خارج إسبانيا وأمريكا، وتحديدا في شتنبر من العام الماضي حين التقيا في رامشتاين بألمانيا خلال اجتماع يتعلق بالتحالف الداعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وخلال الأعوام الأربع الماضية جرى بشكل كبير تداول معلومات في وسائل الإعلام المغربية والإسبانية والأمريكية، حول تفكير واشنطن في نقل قاعدتها البحرية التي تمثل بوابة نحو البحر الأبيض المتوسط، من روتا بمنطقة قادس في إسبانيا، إلى منطقة القصر الصغير المغربية قرب طنجة، الأمر الذي بدأ ينتشر في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي 5 مارس الجاري استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، بمقر هذه الإدارة، الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة على رأس وفد هام، وذلك بتعليمات من الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة.
كواليس الريف: متابعة
