حمزة المتيوي :
أعلن وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، أن بلاده ستجعل من سفارتها في الرباط مقرا لمكتب الاتصال الخاص بحلف شمال الأطلسي “الناتو” في المغرب، وذلك في إطار العلاقات القوية التي تجمع هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والمملكة، الأمر الذي يأتي تزامنا مع الأزمة القائمة بين المغرب والبرلمان الأوروبي.
واستقبل وزير الخارجية الهنغاري في بودابيست، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، وهو اللقاء الذي كان فرصة لسيارتو من أجل التأكيد على متانة العلاقات التي تربط بلاده بالمغرب، وخصوصا ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية ومواجهة الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم تتيح لـ165 طالبا مغربيا الحصول على منح للدراسة في جامعات هنغاريا.
وعلى هامش هذا اللقاء نقل موقع hungary today عن سيارتو قوله إن بإمكان بلاده تقديم الدعم للمغرب لكونها تشكل “خط الدفاع الأول لأوروبا وتضمن الاستقرار في شمال إفريقيا”، لذلك ستحتضن السفارة الهنغارية مكتبا اتصال لحلف الناتو في الرباط ابتداء من سنة 2023، علما أن هذا البلد الأوروبي عضو في الحلف منذ سنة 1999.
وقال المسؤول الهنغاري إن للمغرب دورا رئيسيا في الحد من ضغط الهجرة على الاتحاد الأوروبي، وقال إنه خلال السنوات الست أو السبع الماضية “رأينا أن ضغط الهجرة علينا يصبح أقل عندما يكون هناك استقرار في شمال إفريقيا، ولذلك نحن نقدر البلدان التي تشكل، عمليا، خط الدفاع عن أوروبا، ومن هذا المنطلق نشيد بدور المغرب”.
ويرى سيارتو أن المغرب من بين الدول المتضررة أيضا من الحرب الروسية على أوكرانيا، رغم أنها بعيد عنها جغرافيا، حيث يواجه التأثير السلبي للحرب باعتبار أو جزءا كبيرا من وارداته من القمح قادمة من روسيا وأوكرانيا، وأضاف أن “المغرب وهنغاريا لديهما مصلحة في رؤية السلام يحل على الأراضي الأوكرانية في أقرب وقت، وكلما حدث ذلك باكرا كانت لدينا فرص أكثر واقعية لمنع التحديات العالمية الخطيرة”.
وأصبحت العلاقات التي تربط المغرب بهنغاريا أكثر متانة في السنوات الماضية، الأمر الذي يبرز على المستوى الاقتصادي، حيث إن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت بنسبة 16 في المائة سنة 2022، لتصل إلى 300 مليون دولار، حسب تأكيدات الوزير الهنغاري، الذي حل بمدينة طنجة شهر نونبر الماضي، حيث جدد دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.
