خلال الأسابيع الماضية تناقلت مجموعة من الصحف تقارير تقول إن الملك محمد السادس سيزور نظيره السعودي الملك سلمان متم أبريل الماضي، غير أن الزيارة لم تتحقق. فماذا حدث ؟
اللغز في تأجيل هذه الزيارة قد يكون سببه تجاوز محمد السادس للأمير النافذ محمد ابن سلمان، وقد يكون هذا التأجيل علامة جديدة للتوتر بين البلدين، وهذا الرأي يذهب إليه موقع “لوبي لوك” البريطاني، المتخصص في نشر التقارير المحلية للشؤون الخارجية، حيث قالت كاتبة التقرير تشينسيا بيانكو، التي تعمل محللة لدى مركز “كولف ستايت أناليتيكس”، إن غيوم التوتر بدأت في التكتل بين المغرب وأهم حليفين في الخليج العربي (السعودية والإمارات)، بعد الأزمة التي تفجرت بين دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي في يونيو 2017.
ويشير تقرير “لوبي لوگ” إلى أن هناك نقطة فاصلة في العلاقات المغربية السعودية، وهي تلك المتعلقة بالقدس، فالملك محمد السادس كان يراسل كلا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، للتعبير عن رفضه قرار ترامب، كما كان المغرب يراسل السعودية بشكل مباشر في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بما فيها صفقة القرن، وذلك بالتواصل بشكل مباشر مع الملك سلمان، وبشكل فيه تجاوز للأمير النافذ في الرياض محمد بن سلمان، وبالتالي فإن المدونة المتخصصة في القضايا الجيو استراتيجية تشير إلى أن تجاوز بن سلمان قد يكون من أسباب التوتر بين المملكتين.
غير أن هذه العلاقات المتشنجة بدأت في الانفراج، فالسعودية التي حاصرت المغرب وصوتت لصالح الملف الأمريكي ضدا على ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026، هي نفسها التي غيرت أوراقها واستقبلت وزير الخارجية ناصر بوريطة، ثم بعثت بأحد خصوم المغرب، تركي آل الشيخ، لإقناع الملك بإطلاق اسم “محمد السادس” على الدورة المقبلة من البطولة العربية للأندية. فهل نشهد زيارة قريبة لمحمد السادس إلى الرياض؟
