قال الباحث الإسرائيلي، بروس مادي ويتزمان، إن نظامي الحكم في المغرب والجزائر خرجا من الربيع العربي بأقل الأضرار، “لكن الاضطرابات الأخيرة توحي بأن أساليب الحكم القديمة قد لا تكون كافية”. وأضاف ويتزمان في مقال تحليلي نشره بصحيفة “أمريكان آنترست”، وترجمت “عربي21” بعض فقراته، أنه بعد ثماني سنوات من حادثة البوعزيزي في تونس، التي أشعلت “موجة تسونامي” من الاحتجاجات الشعبية والاضطرابات السياسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يبدو أن هناك جولة جديدة من الاضطراب السياسي المتزايد، تتركز هذه المرة في شمال أفريقيا، على الرغم من تجلي هذا الاضطراب في حالة واحدة، أي السودان، إلا أنه لا توجد وجهات واضحة في الأفق”. وأوضح الباحث الإسرائيلي أن المظاهرات الأسبوعية الحاشدة بالجزائر التي خرجت ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (84 عاما) منعته من الانتخاب لفترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات، لافتا إلى أنها مازالت مستمرة، متحدية ما وصفها بـ”الأوليغارشية العسكرية البيروقراطية” الحاكمة هناك. وسجل ويتزمان أنه “في المغرب المجاور، تظل السلط تحت السيطرة، لكن الصيغة المعتادة –القمع، والخيار المشترك، والحريات المحدودة- لم تعد تضمن استمرار النجاح”، وفق تعبيره. وأشار الباحث إلى أن من بين التدابير الأولى التي اتخذها نظام ما بعد بوتفليقة هو اتباع النموذج المصري، من خلال الشروع في تطهير المقربين من بوتفليقة من السلطة، ووضع شقيقه القوي سعد بوتفليقة تحت الإقامة الجبرية، واعتقال رجل الأعمال، علي حداد، المقرب من الرئيس، واستدعاء رئيس الوزارء السابق، أحمد أويحيى، ووزير المالية للاستجواب القضائي. وأوضح ويتزمان، في مقاله المعنون بـ”الخروج إلى شوارع الجزائر والمغرب”، أن التحولات السياسية بالجزائر “معرضة بشكل سيء للتلاعب والنكسات والانتكاسات وعمليات الاختطاف الصريحة”. وقال إنه “بالنظر إلى عدم وجود هيئة تنسيق وطنية توحد بين مختلف الفصائل السياسية والتوجهات داخل المجتمع الجزائري ، فإن السعي الناجح للوصول إلى طريق تحويلي نحو نظام سياسي جديد حقيقي يبدو مثل رؤية طوباوية أكثر منه رؤية ذات فرصة حقيقية لتحقيقها في الوقت الحالي”. وأضاف: “وفي الوقت نفسه، يبدو أن السلطة القوية سابقا تبدو أكثر ضعفا من أي وقت مضى، والدليل على ذلك أنه تم الإبلاغ عن رفض العديد من البلديات المحلية للتعاون مع تعليمات وزارة الداخلية للتحضير للانتخابات الرئاسية”. وأكد أنه “في ظل الوضع المتقلب، ستكون هناك حاجة إلى قدر هائل من الذكاء السياسي من كل من الدوائر الرسمية وقطاعات المجتمع المدني إذا كانت مهمة “سيزيف” المتمثلة في تشكيل الجزائر الجديدة قد بدأت”. وأشار ويتزمان إلى أنه منذ أكثر من نصف قرن على تخلص المغرب والجزائر من قيود الاستعمار الفرنسي، ينظر المغرب إلى الجزائر على أنها منافس جوسياسي حقيقي. “يشتركان نفس اللهجة العربية الدارجة، وعدد كبير من السكان يتحدثون الأمازيغية. فضلا عن التدين بالمذهب المالكي الأشعري والتصوف الجنيدي. والتجارة الداخلية وتأثير الاستعمار الفرنسي”. وأكد أن “البلدين أصبحا خصمين إقليميين منذ حرب الرمال عام 1963.

مقالات ذات الصلة

20 مارس 2023
ليلة عنيفة جدا ومواجهات مع الشرطة في فرنسا بعد اعتماد قانون إصلاح التقاعد “بزز” على الشعب من طرف ماكرون

20 مارس 2023
الكل مقرقب … تجارة الكوكايين تزدهر في بني أنصار داخل أوكار خاصة ، الشباب أولى الضحايا ، ومسؤولين ضمن المستهلكين

20 مارس 2023
الاتحاد الأوروبي والمغرب يتفاوضان لتجديد اتفاق الصيد البحري ، وإسبانيا تحذر من مغبة إلغائه

20 مارس 2023
خطير : رئيس جماعة رأس الماء السابق يخيف السلطات بصورة العامل لنهب الرمال والإعتراض على المسار التنموي !

20 مارس 2023